وزير الآثار: الكشف عن مقبرة لكاهن التطهير الملكي من عصر الأسرة الخامسة في سقارة

 

كتب- أكرم مدحت

 

صرح الدكتور خالد العناني وزير الآثار بأن البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة الحيوانات المقدسة بمنطقة سقارة الأثرية نجحت في الكشف عن مقبرة لكاهن التطهير الملكي في عهد الملك "نفر اير كا رع" من عصر الأسرة الخامسة، وكان يدعى "واح تي".

 

 

وأضاف أن المقبرة في حالة جيدة من الحفظ، وجدرانها مزينة بنقوش ملونة غاية في الجمال تصور صاحب المقبرة، وأمه، وعائلته، بالإضافة إلى وجود العديد من النيشات التي تحوي تماثيل كبيرة لصاحب المقبرة وعائلته.

 

 

وخلال كلمته، أشار العناني إلى أن هناك العديد من الشائعات التي تناقلتها وكالات الأنباء والصحف تحوي معلومات مغلوطة، أبرزها تخصيص نحو 1.3 جنيه لترميم الآثار اليهودية بمصر ولكن الحقيقه أن تم تخصيص هذا المبلغ لترميم 8 مواقع أثرية في مصر، من بينهم هضبة الأهرامات، المتحف اليوناني الروماني، والمعبد اليهودي بالإسكندرية، والآثار الإسلامية برشيد، وقصر البارون وغيرهم.

 

الجدير بالذكر، أن مراسم الإعلان عن الكشف حضرها عدد من السفراء والمستشارين الثقافيين، ورؤوساء المعاهد الأجنبية من اليابان، طاجكستان، إيطاليا، بولندا، المجر، أوكرانيا، الأردن، فنلندا، إنجلترا، النمسا، فرنسا، جورجيا، أيرلندا، السويد، صربيا، وكازاخستان، والقائم بأعمال سفير الولايات المتحدة الأمريكية، وسفير شئون اللاجئين، وعدد من نواب مجلس النواب، يمثلون لجنتي الثقافة والإعلام والآثار، والسياحة والطيران.

 

 

 

 

كواليس اكتشاف المقبرة

ومن جانبه، أوضح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ورئيس البعثة الأثرية، أن البعثة استطاعت الوصول إلى واجهة هذه المقبرة أثناء أعمال الحفر الأثري خلال شهر نوفمبر الماضي، أثناء أعمال حفائر الموسم الثاني للبعثة التي اكتفت بالإعلان عن الكشف عن جبانة الحيوانات، حيث إن مدخل المقبرة كان مغلقا بجدار من الطوب اللبن مما يتطلب الكثير من العمل والوقت.

 

 

وقال إنه خلال العمل استطاعت البعثة من إزالة الرديم والتي كشفت عن نقوش غائرة في العتب العلوي للسدة نقش عليها 3 أسطر من الكتابة الهيروغليفية تحمل أسماء وألقاب صاحب المقبرة "واح تي"، والذي من أهم ألقابه كاهن التطهير الملكي ومفتش القصر الإلهي ومفتش معبد الملك نفر اير كا رع، ومفتش في المركب المقدس.

 

 

محتويات مقبرة كاهن التطهير الملكي

وأضاف وزيري أنه بعد فتح السدة ودخول المقبرة، وجدت جدارن تحمل العديد من النقوش الملونة التي تحمل اسم زوجة صاحب المقبرة "ورت بتاح"، والعديد من المناظر التي تصور صاحب المقبرة مع أمه "مريت مين" وعائلته زوجته وأولاده، ومناظر الحفلة الموسيقية، وصناعة النبيذ، والفخار، ومناظر تقدمة القرابين، وإبحار المراكب، وصناعة الأثاث الجنائزي والتماثيل، وصيد الطيور، وسحب التماثيل بالإضافة إلى نصوص من السيرة الذاتية لصاحب المقبرة.

 

 

 

 

كما تم العثور أيضا على 18 نيشة تضم 24 تمثالا كبيرا تم نحتهم في الصخر وملونين، تصور صاحب المقبرة وعائلته، أما الجزء السفلي من المقبرة يضم عدد 26 نيشة صغيرة تحوي على 31 تمثالا منحوتا في الصخر أيضا لشخص، إما واقفا أو في وضع الكاتب يرجح أنها لصاحب المقبرة، وتماثيل لأفراد عائلته، بالإضافة إلى العديد من الأواني الفخارية.

 

 

أما عن التخطيط العام للمقبرة، أوضح صبري فرج مدير عام منطقة آثار سقارة أنها عبارة عن صالة مستطيلة تبلغ أبعادها 10 أمتار طول، و3 أمتار عرض، وارتفاعها 3 أمتار، وحجرة السرداب في نهاية المقبرة.

 

ويوجد بأرضية المقبرة 5 آبار دفن، والتي تمكنت البعثة من تحديد أماكنهم حتى يتم بدء العمل فيهم فيما بعد، بالإضافة إلى بابين وهميين أحدهما يخص "واح تي"، والآخر لأمه "مريت مين"، ومازالت البعثة تواصل أعمال الحفائر داخل المقبرة والكشف عن المزيد من أسرارها، علاوة على أعمال الترميم الدقيق، وتنظيف الجدران، وتقوية النقوش والألوان.

 

وتجدر الإشارة إلى أن البعثة الأثرية بدأت أعمالها بموقع حفائر جبانة الحيوانات المقدسة "البوباسطيون" بسقارة خلال شهر إبريل الماضي، ونجحت في الكشف عن 7 مقابر صخرية، منها 3 مقابر تعود لعصر الدولة الحديثة، و4 مقابر للدولة القديمة، وأهمهم مقبرة "خوفو ام حات"، والذي يحمل ألقاب أهمها المشرف على المنشآت الملكية بالقصر الملكي، ثم استأنفت أعملها للموسم الثاني في أغسطس، حتى كشفت عن واجهة مقبرة من الدولة القديمة.

 

وخلال نوفمبر الماضي اعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار عن نجاح البعثة في الكشف عن أكثر من 1000 تميمة من الفيانس، والعشرات من تماثيل القطط الخشبية، ومومياوات القطط، وتماثيل خشبية لبقرة، وصقر، وأسد، وتماثيل خشبية بداخلها مومياوات لتماسيح، وحيات وثعبان، وظهور مومياوات لجعارين محنطة.